مرحبًا بكم فى موقع بيان الإسلام الرد على الافتراءات والشبهات
 بحث متقدم ...   البحث عن

الصفحة الرئيسية

ميثاق الموقع

أخبار الموقع

قضايا الساعة

اسأل خبيراً

خريطة الموقع

من نحن

حقائق الإسلام

القيم الحضارية فى الإسلام ( ج )

 

وأما بشأن الجانب الأخلاقى فى البناء الحضارى للإنسان على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان بانتشال الشخصية العربية خاصة، والمجتمع الإنسانى عامة من روح القبلية والعصبية التى كانت سائدة فى مجتمع الجاهلية من: وأد البنات، والعدوان على الغير، وممارسة الرذيلة التى تعارف المجتمع عليها آنذاك، من بيع الجوارى للمتعة الرخيصة وإدمان المسكرات وغير ذلك.
كانت الأخلاق منحدرة فى إسفاف عجيب ضرب به المثل فى فساد الضمائر والذمم، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مداويًا وبلسمًا هاديًا لتتحول على يديه وبـهديه المبارك كل مظاهر الفساد إلى الفضائل والمكارم.
وتحولت الأخلاق على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من منطق العادة إلى العبادة. وارتبطت الأخلاق فى المنهج المحمدى بالإيمان، فالإيمان القوى يلد أخلاقًا كريمة، وأصبحت الأخلاق من أفضل القربات لله تعالى؛ فالمؤمن يبلغ من المنازل والدرجات عند الله تعالى بحسن الخلق ما لا يبلغه بصوم أو صدقة، بل وربط النبى صلى الله عليه وسلم بين العبادات والأخلاق فجعل للعبادات أثرًا فى حسن الخلق؛ فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصدقة تطهر وتزكى صاحبها.
ووسع النبى صلى الله عليه وسلم دائرة الخلق فهى تشمل: أخلاق العبد مع ربه، وأخلاق العبد مع نفسه، وأخلاق العبد مع الآخرين من الناس على اختلاف أجناسهم ودينهم، وأخلاق العبد مع من حوله من مخلوقات تشاركنا بيئة الحياة، وتمت منظومة الأخلاق على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم واكتملت مكارمها، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
وهكذا ينتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبشرية خطوات فسيحات إلى عالم أفضل يعيش على الصدق ولا يعرف الكذب، تحيا فيه الأمانة وتُجَرَّم الخيانة، يعيش أفراده على التـراحم والتواضع ولا يتعاملون بحسد ولا حقد ولا غيبة ولا نميمة، لقد أمروا أن يقولوا للناس حسنًا.
والعظيم المدهش فى البناء الأخلاقى للإنسان على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أسلوب الوصول إليه، أسلوب تحقيقه فى أرض الواقع!! فلم يُكْرِه النبى صلى الله عليه وسلم أحدًا من الناس على الفضيلة، وإنما كان ذلك بحسن التـربية وحكيم المعالجة مع تقديم الأسوة والقدوة من نفسه صلى الله عليه وسلم لكل خلق يدعو إليه.
وهكذا يُعلِّم النبى صلى الله عليه وسلم المصلحين درسًا عظيمًا فى الإصلاح والتغيير، وهو أن الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن. لقد علَّم النبى صلى الله عليه وسلم المصلحين أن يجتهدوا فى إزالة أسباب الانحراف، وأن يعملوا على معالجة النفس من الهوى، ثم يأتى فى النهاية دور الحدود على الجرائم الخلقية لحماية الشرفاء والصالحين ممن استعصوا على كل محاولات الإصلاح وأصروا على الفساد.

 

إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ


   
   
:الاسم
:البريد الالكتروني

:التعليق

 

سلسلة الحوار الحق


برنامج شواهد الحق


برنامج أجوبة الإيمان


برنامج حقائق وشبهات


برنامج الرد الجميل


مناظرات أحمد ديدات


التوراة والإنجيل والقرآن


حقائق قرآنية


لماذا أسلمت


آيات القرآن ودلائل القدرة


صيحة تحذير


لماذا أسلموا


علماء مسلمون


محمد الرسالة والرسول


محمد المثل الأعلى


 
  
المتواجدون الآن
  2917
إجمالي عدد الزوار
  36760030

الرئيسية

من نحن

ميثاق موقع البيان

خريطة موقع البيان

اقتراحات وشكاوي


أخى المسلم: يمكنك الأستفادة بمحتويات موقع بيان الإسلام لأغراض غير تجارية بشرط الإشارة لرابط الموقع